الرئيس الراحل محمد أنور السادات
الرئيس الراحل محمد أنور السادات


نصر أكتوبر | السادات يستعد لـ«ساعة الصفر».. وكواليس «التوجيه الإستراتيجي»

محمد مصطفى كمال

الأحد، 01 أكتوبر 2023 - 01:37 م

50 عامًا تفصلنا عن ملحمة حرب أكتوبر المجيدة التي شهدت تشكل تجربة فريدة أفصحت بجلاء عن مكنون العبقرية المصرية، حين تقف على أعتاب لحظة مصير كما كان الحال عام 1973.

سنوات طوال ومازالت نسمات نصر أكتوبر العظيم، تحمل لنا أريج هذه الأيام الأغلى من تاريخنا الحديث، كونها صناعة مصرية وطنية خالصة تعطي لها بجدارة أسبقية فخر وعِزة.

في حرب أكتوبر المجيدة دشن الجندي المصري حزمة من القيم تصلح لكل عصر، وفيها أدرك الشعب المصري أن طريق البطولة قبل أن يفرش بالورود، يعبد بالجهد والعرق والدم، والكثير من العمل متسلحا بالذخيرة المعرفية.

«بوابة أخبار اليوم» ترصد في السطور التالية الأيام الفاصلة قبل تحقيق نصر أكتوبر العظيم

اقرأ أيضا: حرب أكتوبر إرادة وطن.. الفريق أول فؤاد زكري «مخطط عملية المدمرة إيلات»

الرئيس أنور السادات: دخلنا المنطقة الحرجة

«دخلنا المنطقة الحرجة.. وسأفصح عن ساعة الصفر قبل العمليات بأربعة وعشرين ساعة».. هكذا جاءت كلمات الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الحاسمة في يوم 1 أكتوبر من عام 1973، حسب تأكيد محمد حافظ إسماعيل، مستشار الأمن القومي للسادات في مذكراته «أمن مصر القومي في عصر التحديات» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

كانت «ساعة الصفر» التي يقصدها الرئيس أنور السادات، هى بدء مصر وسوريا حربهما ضد إسرائيل.

ووفقا لـ«إسماعيل»، فإنه في 1 أكتوبر 1973، أصدر الرئيس أنور السادات توجيها إلى الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية، يتضمن عرضا للوضع العام السياسي والعسكري، خلص منه بتحديد الهدف الاستراتيجي للقوات المسلحة المصرية.

اقرأ أيضا: أول صورة لرفع العلم المصري في سيناء يوم حرب أكتوبر.. "من أرضنا إلى أرضنا"

ملحمة العبور وقرار الحرب.. هذا ما كانت تريده مصر

ويروى محمد حسنين هيكل في كتابه «أكتوبر 73 - السلاح والسياسة» قصة «التوجيه» الذي أصدره الرئيس أنور السادات، لوزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل قائلا، إنه كان على موعد مع السادات في استراحة برج العرب يوم 21 سبتمبر 1973، وفي الشرفة المطلة على البحر جلسا وتحدثا سويا، ومما قاله: «ليس من حق أحد أن يلومني مهما كانت النتائج، قرار الحرب هو ما كانت البلد تريده، ولم يكن منه على أي حال مفر، ولست أعرف كيف سيأخذ الناس حجم خسائرهم في القتال، لكن أحدا لا يحق له أن يتوجه إلي بلوم أو نقد، كان هذا ما فرضته الظروف ويفرضه الواجب، وقد أديته».

توقف الرئيس أنور السادات، عن الكلام حسب «هيكل»، ثم انتقل فجأة إلى الموضوع الذي كان يلح عليه الفريق أول أحمد إسماعيل، والذي طلب فيه توجيها سياسيا مكتوبا يتضمن الأمر بالبدء في القتال ويحدد هدف العمليات».

اقرأ أيضا: في ذكرى نصر أكتوبر.. نجوم رياضة بدرجة «فدائى» شاركوا في النصر

حرب أكتوبر والتوجيه الاستراتيجي

ويؤكد هيكل أن الرئيس أنور السادات، وبعد مناقشة حول الخطوط طلب منه كتابة هذا التوجيه، وتمت كتابته، ووافق عليه أنور السادات، ووقعه وبعث به إلى الفريق أول أحمد إسماعيل، الذي طلب أمرا محددا بكسر وقف إطلاق النار، وذلك لتغطية المسؤولية السياسية بطريقة قاطعة تحمل صيغة الأمر المباشر ولو في سطر واحد.

 وطبقا لـ«هيكل»: «كان التوجيه الاستراتيجي يحمل العبارات التالية: إن الهدف الاستراتيجي الذي أتحمل المسؤولية السياسية في إعطائه للقوات المسلحة المصرية، وعلى أساس كل ما سمعت وعرفت من أوضاع الاستعداد يتلخص فيما يلي:

 - إستراتيجية مصر في هذه المرحلة: «تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي، وذلك عن طريق عمل عسكري حسب إمكانات القوات المسلحة، يكون هدفه إلحاق أكبر قدر من الخسائر بالعدو، وإقناعه أن مواصلة احتلاله لأراضينا يفرض عليه ثمنا لا يستطيع دفعه، وبالتالي فإن نظريته في الأمن- على أساس التخويف النفسي والسياسي والعسكري- ليس درعا من الفولاذ يحميه الآن أو في المستقبل، وإذا استطعنا بنجاح أن نتحدى نظرية الأمن الإسرائيلي، فإن ذلك سوف يؤدي إلى نتائج محققة في المدى القريب وفي المدى البعيد».

وتابع: «في المدى القريب: فإن تحدي نظرية الأمن الاستراتيجي يمكن أن يحدث متغيرات تؤدي بالتراكم إلى تغيير أساسي في فكر العدو ونفسيته ونزعاته العدوانية، وفي المدى البعيد: فإن تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي يمكن أن يحدث متغيرات تؤدي بالتراكم إلى تغيير أساسي في فكر العدو ونفسيته ونزعاته العدوانية».

اقرأ أيضا: 50 عامًا على نصر أكتوبر.. موشيه ديان: لولا تأكدنا لقلت إننا نحارب روسيا

حرب أكتوبر.. وعنصر الوقت

- التوقيت: «إن الوقت من الآن، ومن وجهة نظر سياسية، ملائم كل الملاءمة لمثل هذا العمل الذي أشرت إليه، وإن أوضاع الجبهة الداخلية وأوضاع الجبهة العربية العامة بما فى ذلك التنسيق الدقيق مع الجبهة الشمالية (سوريا)، وأوضاع المسرح الدولي تعطينا من الآن فرصة مناسبة للبدء، ومع العزلة الدولية للعدو، ومع الجو الذي يسود عنده بنزاعات الانتخابات الحزبية وصراعات الشخصيات- فإن احتمالات الفرصة المناسبة تصبح أحسن أمامنا».

اقرأ أيضا: أبطال أكتوبر.. اللواء ملاح علي حجاج صاحب أول صاروخ جوي ينطلق نحو مواقع العدو

 متى يمكن أن تشعر إسرائيل بما يجرى على الجبهة المصرية ؟

حمل هذا التوجيه توقيع «رئيس الجمهورية- أنور السادات» وفى نفس يوم توجيهه 1 أكتوبر 1973، انعقد اجتماعا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وكان هناك موضوعا يشغل الرئيس السادات وهو: متى يمكن أن تشعر إسرائيل بما يجرى على الجبهة المصرية أو على الجبهة السورية، ومن ثم تعرف أن هناك هجوما على وشك أن ينطلق؟.

اقرأ أيضا: معركة المزرعة الصينية بقيادة العميد أركان حرب حسين طنطاوي

اقرأ أيضا: قادة النصر| الفريق سعد الدين الشاذلي.. تاريخ بطل من الحرب إلى الدبلوماسية

ويذكر هيكل، أن الرئيس أنور السادات تحدث عن هذا الأمر على انفراد مع الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وكان رد الشاذلي: «إنهم حتى الآن، وفيما هو ظاهر من كل التحركات على الخطوط، وفيما هو واضح من كل الرسائل الملتقطة من قيادة القوات الإسرائيلية لم يعرفوا، وإذا ظلوا لا يعرفون في الثمانية والأربعين ساعة المقبلة، فإنه لن يعود مهما جدا أن يعرفوا أو لا يعرفوا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة